“أثر توافق البرامج التدريبية للمؤسسة العامة للاتصالات مع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب ISO10015 على جودة البرامج التدريبية”
إن تأكيد الجودة في عملية التدريب ضرورية لمساعدة المنظمات على إدارة وتطوير برامج وأنظمة التدريب، وتحقيق الربط بين الإستثمار في التدريب وأداء العاملين، وتكمن مشكلة هذه الدراسة في التساؤل “ما واقع البرامج التدريبية في المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية وإلى أي مدى تتوافق مع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب “، حيث هدفت الدراسة إلى تشخيص واقع البرامج التدريبية في المؤسسة وإلى أي مدى تتوافق مع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب ISO10015 ومن ثم تحديد أثر ذلك التوافق على جودة البرامج التدريبية، كما هدفت إلى تحديد الصعوبات والمعوقات التي تحد من التوافق بين البرامج التدريبية ومتطلبات المواصفة الدولية للتدريب، والخروج بإطار مقترح لتطوير البرامج التدريبية للمؤسسة، ونصت الفرضية الرئيسة الأولى عل أنه “لا يوجد توافق بين البرامج التدريبية للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية مع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب ISO10015 على جودة البرامج التدريبية”.
وأعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي كونه مناسب لمثل هذه الدراسات، وتكّون مجتمع الدراسة من العاملين في المركز الرئيسي للمؤسسة العامة للاتصالات بالإضافة إلى فروعها في خمس محافظات وهي صنعاء، وذمار، واب، وحجة، والمحويت، والبالغ عددهم (2502) موظفاً وموظفة، وتمثلت العينة بعدد (354) موظفاً وموظفة، واعتمدت الدراسة على أداتين رئيسيتين وهما الاستبانة والملاحظة، حيث تم اخضاع الاستبانة للاجراءات العلمية للتحقق من الصدق والثبات، وتكونت الاستبانة من ثلاثة أجزاء، حيث تناول الجزء الأول المتغيرات الديموغرافية للمبحوثين بعدد (7) فقرات وتناول الجزء الثاني المتغير المستقل للدراسة وهو متطلبات المواصفة الدولية للتدريب ISO1OO15 بعدد (43) فقرة وتناول الجزء الثالث المتغير التابع للدراسة وهو جودة التدريب بعدد (19) فقرة، وتم تحليل الاستبانة بإستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) لتحليل البيانات.
وأظهرت نتائج اختبار فرضيات الدراسة رفض الفرضيات العدمية الأولى والثانية والقبول بالفرضيات البديلة، حيث اظهرت نتائج الدراسة أن البرامج التدريبية بالمؤسسة العامة للاتصالات تتوافق مع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب في عدد (29) فقرة من إجمالي عدد (43) فقرة، تمثل شروط ومتطلبات المواصفة، أي أن التوافق كان بنسبة (67%)، في حين أن عدد (14) فقرة لم تتوافق مع متطلبات المواصفة وبنسبة (33%)، وبالنسبة لمحاور المواصفة الستة، فإن الدراسة أثبتت أن هناك توافقاً بين البرامج التدريبية بالمؤسسة العامة للاتصالات ومتطلبات المواصفة الدولية للتدريب في خمسة محاور وهي (تحليل نقاط الضعف في الأداء، وتحديد الاحتياجات التدريبية، وتخطيط وتصميم التدريب، وتنفيذ التدريب، ومتابعة وتحسين التدريب )، أما عدم التوافق فكان في محور تقييم التدريب فقط.
كما أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباط خطية قوية بين المواصفة الدولية للتدريب كمتغير مستقل وبين جودة التدريب كمتغير تابع، حيث كان معامل ارتباط بيرسون 71%، كما أن قيمةR² كانت 0.504 وهذا يشير إلى أن 50% من التغير في جودة التدريب بالمؤسسة العامة للاتصالات يُعزى إلى التغير في المواصفة الدولية للتدريب، أي أن المواصفة الدولية للتدريب تُفسر جودة التدريب بنسبة 50%، أما النسبة الباقية فتفسرها متغيرات وعوامل أخرى لم تدخل في العلاقة الانحدارية.
وأوصت الدراسة بضرورة قيام الإدارة العليا للمؤسسة بتبني وتطبيق الجودة في برامجها التدريبية من خلال تطبيق جميع متطلبات المواصفة الدولية للتدريب، وكذلك تفعيل دور القائمين على عملية التدريب من خلال المسارعة بإصدار لائحة التدريب، ووضع نظام معلومات متكامل لإدارة التأهيل والتدريب وتعديل هيكلها التنظيمي وتزويدها بالكفاءات والخبرات البشرية، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في آلية التدريب الخارجي، وعمل خطة لتطوير أداء المعهد العام للاتصالات.
الملخص
