تؤدي السياحة دوراً اقتصادياً مهما وحيوياً في كثير من الدول العربية والاجنبية، الامر الذي دفع باقتصاديات دول عديدة الى الاعتماد على القطاع السياحي باعتباره مصدراً مهما من مصادر الدخل القومي مثل: ( اسبانيا – إيطاليا – تونس- مصر- الاردن) وغيرها من الدول المهتمة بالقطاع السياحي الذي أسهم في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات لهذه البلدان ومعالجة مشاكل البطالة وغيره من المشاكل الاجتماعية من خلال توفير فرص العمل لشريحة واسعة من أبناء هذه الدول بالإضافة الى أثر السياحة الإيجابي في الجانب الثقافي والتراكم المعرفي لكثير من الشعوب.
تناولت هذه الدراسة أحد العناصر الأساسية والحيوية في العمل التسويقي للمنظمات السياحية المتمثل في المزيج الترويجي وأثر إدارته الفاعلة على الحركة السياحية في الجمهورية اليمنية والتي اعدت جميع عناصر الترويج متغيرات مستقلة، بينما شمل المتغير التابع الحركة السياحية، لذلك هدفت الدراسة إلى معرفة أثر ادارة عناصر المزيج الترويجي الفاعلة على الحركة السياحية في الجمهورية اليمنية، واعتمدت الدراسة في جانبها النظري على البيانات الثانوية من الكتب والدراسات السابقة والدوريات والمقالات ذات العلاقة بالترويج، وكذلك على البيانات الاولية من خلال الاستبانة التي تم تصميمها وتوزيعها على عينة مجتمع الدراسة لعدد (140)، تم استعادة (120) منها بواقع (85%)، واعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي لوصف واقع ادارة المزيج الترويجي للسياحة في اليمن وتحليل العلاقة بين عناصر المزيج الترويجي والحركة السياحية باستخدام الاساليب الإحصائية المناسبة، وأمتد نطاق الدراسة للفترة من (2007-2012)، وتوصلت الدراسة الى العديد من النتائج أهمها:
رفض فرضيات العدم وقبول الفرض البديل “يوجد علاقة ذات دلالة احصائية بين عناصر المزيج الترويجي مجتمعة ومنفردة كمتغير مسقل وبين المتغير التابع المتمثل في الحركة السياحية في الجمهورية اليمنية ” وان ادارة عناصر المزيج الترويجي بشكل فعال لها أثر إيجابي في زيادة حجم الحركة السياحية.
كما توصلت نتائج الدراسة الى ان اكثر العناصر الترويجية أثرا على الحركة السياحية في اليمن هو عنصر العلاقات العامة والنشر وان مجلس الترويج السياحي لا يعتمد على المزيج الترويجي المتكامل في استراتيجيته الترويجية للسياحة في اليمن، بالإضافة الى ضعف الاهتمام بالترويج الالكتروني، كما توصلت الدراسة ايضا الى ان القطاع السياحي اليمني لم يحظ باهتمام السلطات العليا في الدولة كما يجب، وان المعوقات الأمنية هي العائق الرئيسي امام النهوض بالقطاع السياحي ونمو عائداته من العملات الاجنبية التي تسهم في تحقيق التنمية الشاملة ونمو الاقتصاد الوطني بشكل عام، ومن هنا لا بد من خلق بيئة آمنة للسياحة في اليمن ونشر الوعي المجتمعي بأهمية السياحة، وتفعيل دور إدارة الترويج والتسويق للسياحة في اليمن ومنتجات القطاع السياحي الواعد والوصول به الى المستوى الذي يليق بالموروث الحضاري والتاريخي والثقافي لليمن وما يتميز به من موقع استراتيجي ومناخ متنوع وتضاريس ذات جذب سياحي نادر.
الملخص