هدفت الدراسة إلى معرفة واقع ممارسة جودة الحياة الوظيفية بمكوناتها الخمسة (المشاركة في اتخاذ القرارات، الاستقرار الوظيفي، بيئة العمل، وعلاقات العمل، الأجور والمكافآت) ومعرفة دورها في أداء المعرفة الضمنية (المتمثلة في الخبرات والمهارات غير المُعلنة) لدى موظفي المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية باليمن، مع التركيز على تحديد مدى مساهمة أبعاد جودة الحياة الوظيفية في تعزيز أو إعاقة هذا الأداء. ولتحقيق أهداف الدراسة اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي، باستخدام أداة الاستبانة لجمع البيانات. تم تحليل البيانات عبر مجموعة من الأساليب الإحصائية باستخدام برنامج (SPSS)، تم اختيار عينة عشوائية بسيطة طبقية من موظفي المركز الرئيسي للمؤسسة، بلغ حجمها (297) موظف ما يعادل نحو 23.44% من اجمالي مجتمع الدراسة الأصلي البالغ (1267) موظفا، وذلك لضمان تمثيلا متوازنا يعكس تنوُّع شرائح الموظفين واختلاف أدوارهم الوظيفية،
وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أبرزها: وجود علاقة إيجابية قوية بين جودة الحياة الوظيفية وأداء المعرفة الضمنية، كما أظهرت النتائج بان الاستقرار الوظيفي أظهر تأثيرًا سلبيًا على الأداء المعرفي، وهو ما يُعزى إلى “نظرية منطقة الراحة” التي تقلل حافز الابتكار. كما أظهرت النتائج أن علاقات العمل كانت البُعد الأكثر تأثيرًا إيجابيًا، بينما جاءت الأجور والمكافآت في المرتبة الأدنى بين الابعاد الأخرى بسبب تركيزها على الإنجاز الفردي قصير المدى على حساب التعاون طويل الأمد.