هدفت الدراسة إلى دراسة مستوى توافر مكونات رأس المال الفكري، ومستوى تحقق الريادة في البنوك اليمنية، والتعرف على دور رأس المال الفكري: (البشري، والهيكلي، والعلاقات) في تحقيق الريادة للبنوك اليمنية، وكذلك تحديد أكثر أبعاد رأس المال الفكري إسهاماً في تحقيق الريادة للبنوك اليمنية، كما هدفت الدراسة إلى تحديد مدى اختلاف دور رأس المال الفكري في تحقيق الريادة بين البنوك التجارية والبنوك الإسلامية اليمنية، بالاضافة إلى الكشف عن الفروق الإحصائية لاستجابة عينة الدراسة حول رأس المال الفكري والريادة في البنوك اليمنية والتي تُعزى إلى المتغيرات الديموغرافية، والتنظيمية: (النوع الاجتماعي، والعمر، والمستوى التعليمي، والتخصص العلمي، وسنوات الخبرة الوظيفية، والمستوى الوظيفي، ونوع البنك).
تمثل مجتمع الدراسة في المديرين العاملين في الإدارات العليا والإدارات التنفيذية في المراكز الرئيسة للبنوك اليمنية في أمانة العاصمة، وتمثلت عينة الدراسة في (149) مفردة، وبنسبة (62%) من مجتمع الدراسة البالغ (240) فرداً، واعتمدت الدراسة في اختيار عينة الدراسة على أسلوب العينة القصدية؛ لأنها ملائمة لمجتمع الدراسة؛ حيث إن عينة الدراسة هي الفئة الأكثر خبرة ومعرفة وتتوفر لديها البيانات والمعلومات المرتبطة بطبيعة عمل البنوك، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي والمقارن، كما تم تطوير استبانة كأداة لجمع البيانات، وتم استخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية من خلال برنامج الحزم الإحصائية والاجتماعية SPSS.
خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج، من أهمها: توافر مستوى مكونات رأس المال الفكري في البنوك اليمنية، حيث تمثل المكون الأول في رأس المال البشري، يليه رأس المال الهيكلي، ثم رأس مال العلاقات، وأظهرت النتائج أيضاً مستوى تحقق الريادة في البنوك اليمنية.
كما يوجد دور لرأس المال الفكري: (البشري، والهيكلي، والعلاقات) في تحقيق الريادة للبنوك اليمنية، وأن أكثر أبعاد رأس المال الفكري ارتباطاً بالريادة في البنوك اليمنية وأكثرها دوراً تتمثل في الترتيب الآتي: رأس المال الهيكلي، ثم رأس مال العلاقات، ثم رأس المال البشري، في حين خلصت نتائج الدراسة المتعلقة بالمقارنة بين البنوك التجارية، والبنوك الاسلامية إلى وجود اختلاف في دور رأس المال الفكري:(البشري، والهيكلي، والعلاقات) في تحقيق الريادة بين البنوك التجارية، والبنوك الاسلامية لصالح البنوك التجارية، وعزت الدراسة هذا الاختلاف إلى أن عدد البنوك التجارية أكبر من البنوك الإسلامية، وأن البنوك التجارية عمرها أكثر من البنوك الإسلامية، وأن عدد العاملين في البنوك التجارية أكبر من عدد العاملين في البنوك الإسلامية.
كما بينت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية لرأس المال الفكري، وللريادة في البنوك اليمنية تُعزى إلى المتغيرات الديموغرافية، والتنظيمة: (النوع الاجتماعي، والعمر، والمستوى التعليمي، وسنوات الخبرة الوظيفية، والمستوى الوظيفي)، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائية لرأس المال الفكري، وللريادة في البنوك اليمنية تُعزى إلى المتغير الديموغرافي (التخصص العلمي) لصالح تخصص علوم مالية ومصرفية، وأظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية لرأس المال الفكري في البنوك اليمنية تُعزى إلى المتغير (نوع البنك)، في حين أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائية للريادة في البنوك اليمنية تُعزى إلى المتغير (نوع البنك)، ولصالح البنوك التجارية.
قدمت الدراسة عدة توصيات، من أهمها: ينبغي على الإدارات العليا في البنوك اليمنية أن تزيد من تركيزها على رفع مستوى الإهتمام برأس المال الفكري ومكوناته في البنوك اليمنية إلى المستوى الذي يعكس إدراكها بأهميته كأصل من أصولها الاستثمارية الذي له دور فاعل في تحقيق الريادة لها؛ وذلك من خلال تبني ثقافة رأس المال الفكري في ثقافتها التنظيمية المرنة بحيث تتناسب مع المتغيرات في بيئة الأعمال على المستويين المحلي والدولي.
كما ينبغي على الادارات العليا في البنوك اليمنية زيادة الاهتمام بمستويات تحقيق الريادة من خلال تبني الثقافة الريادية كقيم في ثقافتها التنظيمية بحيث تتناسب مع المتغيرات في بيئة الأعمال على المستويين المحلي والدولي.
الكلمات المفتاحية: رأس المال الفكري، الريادة، البنوك اليمنية.