هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الدور الذي قامت به منظمة الأمم المتحدة في إدارة الأزمة الليبية خلال الفترة (2011م – 2021م)، وتقييم هذا الدور في ضوء المبادئ والقرارات الصادرة عنها، ومدى نجاحها أو فشلها في تسوية الأزمة، وذلك من خلال تحليل مواقفها وخططها وآلياتها المختلفة التي اتبعتها لمعالجة النزاع الليبي.
واعتمد الباحث على مناهج متعددة، تمثلت في: المنهج القانوني، والمنهج التحليلي، ومنهج دراسة الحالة، بالإضافة إلى منهج إدارة الأزمات، والتي أسهمت مجتمعةً في تقديم رؤية متكاملة تساعد على تفسير الأداء الأممي تجاه الأزمة الليبية.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، كان أبرزها أن دور الأمم المتحدة في إدارة الأزمة الليبية اتسم بالضعف والتأثر بمصالح القوى الكبرى، الأمر الذي انعكس سلباً على فاعلية قراراتها، حيث لم تنجح في تحقيق الاستقرار أو إنهاء الانقسامات الداخلية. كما واجهت بعثتها في ليبيا تحديات كبيرة حالت دون قدرتها على فرض تسوية سياسية شاملة ودائمة.
وقدمت الدراسة مجموعة من التوصيات، من أهمها: ضرورة إصلاح آليات عمل مجلس الأمن للحد من هيمنة القوى الكبرى، وتعزيز دور الأجهزة الأخرى للأمم المتحدة مثل الجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية، إضافة إلى تفعيل الشراكة مع المنظمات الإقليمية، بما يساهم في إيجاد حلول أكثر فاعلية وحياداً للأزمات العربية عموماً، والأزمة الليبية على وجه الخصوص.




