هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مراحل تطور النظام الإقليمي العربي، ومعرفة تأثير التحالفات الإقليمية والدولية على النظام الإقليمي العربي، ومعرفة مستقبل النظام الإقليمي العربي في ضوء التحالفات الإقليمية والدولية الراهنة، وتكمن أهميتها في معرفة أدوار أهم الفاعلين الإقليميين والدوليين في النظام الإقليمي العربي، ومعرفة أهم الاستراتيجيات التي اتبعها كل طرف إقليمي أو دولي للتأثير في النظام الإقليمي العربي، ونتائج هذه الاستراتيجيات على النظام الإقليمي العربي، واستخدمت المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي ومنهج المصلحة الوطنية.
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، أهمها: أن المقصود بالنظام الإقليمي العربي هو مجموعة التفاعلات التي تحدث في الوطن العربي، وأن النظام الإقليمي العربي نشأ بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بمعنى أن نشأته سبقت قيام جامعة الدول العربية، وأن التحالفات الدولية والإقليمية أثرت على النظام الإقليمي العربي، فقد حرصت القوى الدولية والإقليمية على اختراق النظام العربي، من خلال إقامة دولة الكيان الإسرائيلي وتجزئة الوطن العربي إلى دويلات، وإقامة منظمة عربية ضعيفة، وربط مصالح الدول العربية بالمصالح الغربية في المنطقة، والتغلغل فيه من خلال الحكومات أو الشعوب، وهو ما أثر على تفاعل النظام العربي وأدى إلى تشكيل تحالفات بين وحداته، سواء كانت امتدادًا للتحالفات الدولية والإقليمية، أو ذات ارتباطات قوية جدًا بها، كما أن الاعتماد على فصائل الجهاد والمقاومة في مواجهة الكيان الإسرائيلي والهيمنة الغربية، أكثر فاعلية من الاعتماد على الجيوش العربية الرسمية.
