بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله
اليوم، وقد تجاوزت الأكاديمية عقدها الأول والتي انطلقت في عام 2013، نهنئ طلابنا وطالباتنا وخصوصاً الدفعات السبع التي تخرجت حتى الآن، متطلعين لهم مستقبلاً مزدهراً ودوراً في النهوض باليمن أرضاً وإنساناً.
إن مسيرة الأكاديمية اليوم، وقد باتت تقف على أقدام ثابتة وخطى واثقة، تعبر عن صمود نوعيٍ ورصيدٍ للأكاديمية في مسيرتها الممتدة، فالحياة لا يمكن أن تتوقف والمسير لا ينبغي أن ينقطع رغم تلاحق الأحداث والتحديات التي شهدناها خلال السنين القليلة الماضية والتي جلبت معها جوانب إيجابية في حياة وفكر معظم أبناء اليمن، ليس أقلها اتضاح الصورة حول العدو والصديق، حول الأهداف الصادقة وتلك المزيفة، حول العزة والكرامة والتضحية من جانب والسقوط المريع فكرياً وأخلاقياً من جانب آخر.
ويعكس إصرار طلاب الأكاديمية على مواصلة دراستهم العليا في هذه الظروف ذلك الصمود الوطني الذي قل مثيله، وأولاً وقبل ذلك الرغبة في طلب العلم. لقد تكرر لفظ العلم في القرآن الكريم أكثر من 700 مرة، منها آيات تبين منزلةَ العلم الرَّفيعةَ ومقامه العالي، ودعت إلى الأخْذ به والحث عليه ومعرفة أسباب تحصيل العلم وجمعه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (طه/ 114). كما رفع القرآن الكريم مكانة العلماء ووصفهم بأفضل الأوصاف وأقدسها.
ومن مجالات هذه الدَّعوة طلب العلم النافع في علوم الدين والدنيا معاً، بكل مجالاته وفروعه؛ وكذلك الحث على النظر والتفكر في ملكوت السموات والأرض والسير في الأرض، فهذه هي التي تمدُّ الإنسان بالكثير من العِلم والمعرفة النافعة، ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ العنكبوت/20.
وأخيراً، أبشر أبناءنا الطلاب والطالبات بقرب فتح برامج الدكتوراه كالتزام مستحق، ابتداءً بالإدارة والشريعة والقانون. ولا شك أن هذا العمل يتطلب جهوداً مضاعفة ومتطلبات عديدة لتحقيق أهداف الأكاديمية وتحديداً المساهمة في تجويد التعليم وتوفير بيئة تعليمية صحية ومواتية للجميع، وهو ما نعتبره تحدياً يستحق العناء. ونأمل في هذا الجانب، تلقي آراء ومقترحات من خريجين وكذلك من طلابنا الدارسين باعتبارهم الطرف الثاني في العملية التعليمية.
والله ولي الهداية والتوفيق.
أ.د. يحيى بن يحيى المتوكل
رئيس مجلس الأمناء
